تعريف بناء الكلمة




·       معرفة تعريف مفهوم علم الصرف
الكلمة: هي المادة الأساسية التي يبحثها علم الصرف وهي في الحقيقة اهم الواحدات اللغوية لأنها تشكل اهم مستوى للوحدات الدلالية.
تتكون كل لغة من اللغات من عدد محدود من الوحدات الصوتية. وتعبر اللغة بهذا العدد المحدود من الوحدات الصوتية عن الجوانب المتنوعة من الحياة والفكر. البنية اللغوية لا تتكون من الوحدات الصوتية مفردة. بل تتألف اللغة منالوحدات الصوتية مركبة في جذور وفي ابنية مختلفة, فالصوامة (ك.ت.ب) يمكن ان تتخذ عدة ترتيبات, وهي: (ك ت ب, ك ب ت, ب ت ك, ت ك ب, ب ك ت, ت ب ك).
وقد افادت اللغة العربية من عدد من هذه الترتيبات المتاحة. وعندما بحث الخليل بن احمد(ت ۱۷۵ه) أصوات اللغة العربية. وحدد المواد اللغوية المسكنة نظريا. لاخط ان كثيرا منها ليس له استخدام في الوقع اللغوي العربي فأطلق عليه مصطلح(المهمل), اما المواد اللغوية الموجودة فعلا فقد أطلق عليه مصطلح(المستعمل).[1]
ان المادة اللغوية الواحدة. مثل(ك ت ب) ليس لها وجود مباشر. فليست هناك كلمة واحدة في العربية تتألف من هذه الصوامت وحدها من غير اضافات.
فالفعل(كتب) يتكون من تتابع الكاف والفتحة والتاء والفتحة والباء والفتحة. وبقية كلمات هذه المادة تتكون باضافات الى صوامتها وهذه الاضافات تكون في مواقع مختلفة من الكلمة. كأن تكون في الأول وتسمى( الدواخل) او في الاخر وتسمى(اللواحق). وقد تتكون ابنية صرفية بأكثر من اضافة. كما تجد في كلمتي: مكتوب وكتابة.
ومجمال البحث في الصرف اوبناء الكلمة هو دراسة الوسائل التي تتخذها كل لغة من اللغات لتكوين من الوحدات الصرفية المتاحة في تلك اللغة.
·       في القواعد المتصلة بالصيغ
أولا: - الوحدات الصرفية:
المصطلح الأساسي في التحليل الصرفي الحديث هو مصطلح(الموريفم) اي الواحدة الصرفية. وهناك تعريفات كثيرة للموريفم عند مدارس البحث اللغوي الحديث. وهي تنفق في ان المورفيم اصغر وحدة في بنية الكلمة تحمل معني أو وظيفة نحوية في بنية الكلمة.
والمورفيمات على انواع:
1.   مورفيمات تتألف من صوت واحد فقط, مثل الضمة القصيرة في قولنا: (جاء أحمد). والتي تدل على المقولة النحويه التي نسميها الاسناد. وهو اسناد المجيء الى أحمد. ومنه الضمة الطويلة المعبرة عن الأسناد اذا كان المسند اليه واحدا من الأسماء الخمسة. مثل: (جاء ابوك), و(ابوك مسافر). ومنه الكسرة الدالة على التبعية في قولك: (كتاب زيد). ومنه النون الساكنة التي نسيمها تنوينا. والتي تدل على التنكير كما في قولك: (جاء رجل). ومنه التاء في قولنا: (جاءت) التي تدل على وقوع الحدث من المفردة المؤنثة الغائبة.
2.   مورفيمات تتألف من مقطع واحد منها:
من   :
عن  :
في   :
أو    : وتدل هذه المورفيمات على مقولات نحويه كثيرة(تنظر في كتب النحو)
ما    :
لم    :
لا    :
3.   مورفيمات تتألف من عدة مقاطع: منها الهمزة والسين والتاء الدالة على الصيرورة نحو: استحجر الطين, او على الطلب نحو: استغفر العبد ربه.
ثانيا: انواع الواحدات الصرفية:
هناك عدة اتجاهات في تصنيف الوحدات الصرفية. منها التصنيف الشكلي الى وحدات صرفية حرة ووحدات صرفية مقدية. والفرق بينها ان الوحدات الصرفية الحرة يمكن ان توجد مستقلة اي منفصلة على عكس الوحدات الصرفية المقيدة التي لاتوجد الامرتبطة اي متصلة. ومثال هذا  في العربية الضمائر. فيها المنفصل وفيها المتصل.
وتقسيم سلاسل كلامية مختلفة ومتنوعة في اللغة العربية من شأنه ان يعطينا بقية الوحدات الصرفية  في العربية وتوزيعها. اي مواضع استحدامها من الجانب الاحر. فالوحدات الصرفية في كل لغة من اللغات تتخذ مواقع خاسة بها. فلا تأتي وحدة الا في مكانها الذي تحدده لها بنية اللغة.


ثالثا: الأنماط الصرفية:
من الحقائق التي ابرزها علم اللغة الحديث ان لكل لغة و لكل لهجة نمطها الخاص بها. وتختلف اللغات في بنية مفرداتها وقابليتها للتغير الداخلى والتغير الإعرابي اختلافا بينا. كل لغة وكل لهجة تعرف الكلمات لكن انماط هذه الكلمات تختلف من لغة لاخرىومن لهجة لأخر. وهنا يهتم علم اللغة الحديث بدراسة الأنماط التي تتخذها كل لغة لمفرداتها من غير ان ينظر اليها يمعيار الحسن اوالقبح, بل يحدد او يحاول تحديد وسائل بناء الكلمة في كل لغة  هادفا الي تقرير الحقائق من غير قدح او مدح. واذا كان بعضهم قد لاحظ وجود التغير الاعرابي في العربية الفصحى وعدم وجود أكثر ظواهر في اللهجات العربية وعد وجود التغير الأ عرابي فضلا يجعل للفصحى مكانة فوق اللهجات فالواقع ان مستويات الاستخدام اللغوي لاتستعد مكا نتها من البنية بل من استخدامها ومكانة المتعاملين بها و مستويات التعامل بها و مجالات استخدامها, ولادخل في هذا لوجود الاعراب او عدم وجوده, فلا فضل لأسم على فعل, ولا لفعل على أسم, ولا لاعراب على بناء ولا لبناء على اعراب, و كل هذه تصنيفات عرفتها العربية وخلت منها لغات كثيره, فلكل لغة نمطها الخاص في بناء المفردات ووسائل تصنيفها.
وتختلف اللغات في التغير الأعرابي ايجابا وسلبا فهناك لغات كثيرة تفرق بين ثلاث حالات مثل العربية. وقد اطلق النحاة على هذه الحالات الثلاث اسم المرفوع والمنصوب و المجرور, وهناك لغات تفوق بين أربع حالات اعرابية مثل الألمانية. و قد اطلق النحاة على هذه الحالات اسماء مختلفة تقابل في العربية الرفع و النصب و الجر و الاضافة.
رابعا: التغيرات الصرفية الصوتية :
يطلق مصطلح التغيرات الصرفية الصوتية على التغيرات التي تطرأ على البنية الصرفية لاعتبارات صوتية. ولعل فكرة تحويل المقطع المغرق في الطول الى مقطع طويل توضح لنا في العربية طبيعة هذه التغيرات بتكون المقطع المغرق في الطول من (صامت + حركة طويلة + صامت) وهذا الضرب من المقاطع نادر في العربية الفصحى وتميل اللغة العربية الى هجر كما اوتيت الى ذلك سبيلا, ومن هذا الجانب تختلف العربية الفصحى عن اللهجات الهربية التي تعرف المقطع المغرق في الطول على نحو أكثر شيوعا. فئمة من يقول آمرا: بيع, فالفصحي: بع, و يقول: عيش. فالفرق بين الصيغة الفصحى هنا ان الصيغة العامية تتكون من مقطع مغرق في الطول. بينما تتكون الصيغة الفصيحة من مقطع طويل. وتميل اللغة الفصحى الى الهجر المقاطع المغرقة في الطول والتي كان يمكن ان توجد قياسا, يتضح هذا ايضا من صيغة الفعل المضارع الأجوف في حامة الحزم فالفعل(يكتب) بالضمة في الرفع و(يكتب) بالفتحة في النصب, و(يكتب) من غير حركة نهائية في الجزم. وقياسا على هذا(يعيش) بالضمة في الرفع(ويعيش) بالفتحة في النصب. والصيغة القياسية المفترضةفي حالة الجزم, (يعيش) من غير حركة نهائية, وهي صيغة لاتوجد الا في العامية. أما الصيغة الفصيحة فتتكون بتغير داخل الفعل يتم بتحويل المقطع المغرق في الطول الى مقطع طويل, وهكذا تحولت: (يعيش) الى (يعيش).[2]
واذا طبقنا القانون نفسه وجدناه مفسرا لأبنية أخرى في العربية. فالفرق بين صيغة المفرد المذكر(كتب) وصيغة المفرد المؤنث(كتبت) هو التاء أضيفت الى صيغة المذكر لتكون صيغة المؤنث. و الأفعال سعى, دعا, رمى تنتهي بحركة طويلة هي الفتحة الطويلة. فلو اضفنا الى هذا  المقطع الطويل المفتوح تاء التأنيث لأصبح هذا المقطع مغرقا في الطول. وهذا ماتجتنبه الفصحى بأن حولت هذا المقطع المغرق في الطول الى مقطع طويل وبذلك ظهرت الصيغة المعروفة: سعت, دعت, رمت.
وبها تفسر فكرة المقاطع وانواعها جوانب من التغير في بنية الكلمة العربية وعي تغيرات صوتية صرفية.
مصادر البحث
اسرار العربية ۱۳۳, منشور الفوائد ۲۵, شرح المفصل۷/٨٩
مدخل الى علم اللغة لمحمد,فهي حجازي: ۵۵–٦٤






[1]اسرار العربية ۱۳۳, منشور الفوائد ۲۵, شرح المفصل۷/٨٩
[2]مدخل الى علم اللغة لمحمد,فهي حجازي: ۵۵–٦٤

0 comments:

Post a Comment